المیزوثیرابی

الميزوثيرابي هو إجراء تجميلي غير هجومي وغير جراحي لترميم الشعر، والذي أصبح يومًا بعد آخر أكثر شعبية وانتشارًا بين الناس. وبمساعدة الحقن المجهرية، يتم استهدف الأنسجة السطحية في طبقة الأدمة (ميزوديروم) وهي الموجودة أسفل البشرة مباشرة، وحيث أن هذه الطبقة والتي تبعد حوالي 1 ميليمتر تحت سطح الجلد فقط، فإنها تحفز تجديد وإصلاح شعر الإنسان الطبيعي.

وعلى مدى العقود القليلة المنصرمه تم استخدام الميزوثيرابي بنجاح وذلك من أجل استعادة جودة الشعر وزيادة الكثافته، وكذلك للمساعدة في تجديد ونمو الشعر لدى النساء والرجال الذين بدأوا يعانون من الصلع أو تساقط الشعر.

وتعتمد تكنولوجيا الميزوثيرابي لمعالجة تساقط الشعر على الرأي القائل بأن معظم مشاكل تساقط الشعر أو ضعفه ترجع إلى نقص المواد المُغذيّة التي تصل إلى الشعر بشكل صحيح، وانخفاض تدفق الدم إلى فروة الرأس، بالإضافة لعدم التوازن الهرموني حول بصيلات الشعر، وبشكل خاص الانتاج الزائد لهرمون DHT المسبب لتساقط الشعر.

ومن أجل علاج تساقط الشعر؛ يتم حقن محلول الميزوثيرابي الذي يحتوي على مزيج من بعض المواد الكيميائية، بعض المعادن، الأحماض الأمينية، الفيتامينات، الأحماض النووية والأنزيمات المساعدة، وذلك بجرعات مصممة خصيصاً لتلبية حاجة كل مريض، حيث تُحقن في فروة الرأس، ويقوم هذا العلاج بموازنة مستوى الهرمونات مما يؤدي إلى استمرار نمو الشعر بشكل جديد وصحي.

تاريخ الميزوثيرابي

الدكتور ميشيل بيستور (1924_ 2003) هو مؤسس طريقة الميزوثيرابي، وقد استخدم هذه الطريقة للمرة الأولى في مريض في قرية بري اوت وذلك في عام 1952، وكان لديه مريض يعاني من نوبات للربو، حيث أعطاه بعض جرعات البروكين.

في البداية لم يكن للبروكين تأثير يذكر على الأمراض التنفسية ولكن في الزيارة التالية أخبر المريض الدكتور بأنه وبعد عدة سنوات من فقدان السمع قد تحسن سمعه بعض الشيء، وهذه الحادثة قد حدثت بعد تناوله لعقار البروكين، حيث قرر الدكتور بيستور حقن البروكين مباشرة في آذان المريض، وهذا الشيء قد كان له تأثير كبير على سمع المريض.

وبعد ذلك قد قام الدكتور بيستور بهذه الطريقة في علاج المرضى الآخرين، وتم ذلك بنجاح كبير حيث كان يعالج المرضى بنفس المكان الذي يتواجد به المرض، وقد أدت أنشطة الدكتور بيستور إلى تشكيل جمعية ميزوثيرابي الفرنسية وذلك في عام 1964، وأيضًا في فرانسه وفي لعام 1987 تمّ الاعتراف بالميزوثيرابي كطريقة قانونية في الاتفاقية الطبية للأكاديمة الفرنسية للطب.

وفي كل أنحاء أوربا وأمريكا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، نجح الميزوثيرابي في علاج أنواع مختلفة من تساقط الشعر، والآن يستخدم أكثر من 40 ألف طبيب حول العالم هذه الطريقة، وإذا تم إجراء هذا العلاج من قبل متخصص، فهو أمن تماما وبدون أي ألم أو إزعاج تقريبًا، ولا يتطلب تخدير موضعي أو تخدير سطحي للجلد.

الأداء الكيميائي والميكانيكي للميزوثيرابي

يستخدم علاج الميزوثيرابي بعملية مزدوجة لفروة الرأس حيث يتم تحفيز المنطقة المعالجة كيميائيًا وميكانيكيًا.

الوظيفة الميكانيكية: تؤدي الإبر المستخدمة في حقن المحلول إلى خلق ثقوب صغيرة في الأنسجة المرغوب علاجها، وهي عملية علاجية يتم من خلالها إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهذان المُركبان من المواد الأساسية المكونة للنسيج وهي ضرورية لإنتاج بشرة وشعر صحيين، ونظرًا لأن الثقوب التي يتم إنشاؤها صغيرة جدًا، لا يتم إدخال أي ضرر كبير على الكولاجين الموجود، وبالتالي فإن تكوين الكولاجين الجديد يزيد فقط من مستويات الكولاجين الموجودة، وتستخدم هذه الطريقة أيضًا لتحفيز نمو الشعر بعد إزالة هرمون DHT.

أما في الوظيفة الميكانيكية فإن المركبات النشطة التي يتم حقنها عن طريق الحقن المجهري تؤدي إلى تفاعل في الطبقة المتوسطة في البشرة وهو الأمر الذي يساعد في عملية العلاج الحالة الحالية، وهنا تلعب جودة المواد المستخدمة دورًا مهمًا للغاية.

المحاليل الكيميائية للميزوثيرابي القابلة للاستخدام لتساقط الشعر

أحد المحاليل الخاصة لعلاج تساقط الشعر على الطبقة المتوسطة للبشرة، ويحتوي على مكونات فعالة من قبيل أستيل تتراببتيد 3، بيوكانين ألف، وكلاهما يحفزان نمو الشعر بشكل طبيعي.

يحتوي الجلد على نظام توزيع مجدول ومنظم حيث يقوم بتوزيع المحلول تدريجيًا في المنطقة المطلوبة، حيث تساعد المركبات النشطة الموجودة في المحلول أيضًا على تحسين الدورة الدموية، والتخلص من هرمون DHT الإضافي، وتقليل الالتهابات، وتنشيط الجلد لإنتاج الكولاجين وزيادة حجم المسام لمنع تساقط الشعر، وبالتالي تسريع نمو الشعر بشكل جيد.

مزايا المكونات النشطة: أستيل تتراببتيد 3، بيوكانين ألف

أستيل تتراببتيد 3: وهو يعد بديلًا للمينوكسيديل:

• يقلل من الالتهابات
• يزيد من نمو الشعر
• يعدل انتاج هرومن DHT الإضافي.
• يحفز المصفوفة الخلوية والبروتينات الإضافية.
• يحفز الأنسجة على التجدد لزيادة حجم بصيلات الشعر التي تؤدي إلى زيادة صحة وحيوية الشعر.

أستيل تتراببتيد 3: وهو يُعدُّ بديلًا عن ماينوكسيديل، حيث أن فرصة النجاح في استعادة الشعر باستخدام الميزوثيرابي تصل ما بين 90 _ 92 بالمئة، وذلك بالمقارنة مع علاج آخر شائع يستخدم المينوكسيديل الذي تُقدر فرص نجاحه بـ 50 بالمئة تقريبًا.

بيوكانين ألف:

بيوكانين ألف هو مركب عضوي وطبيعي مستخلص من برسيم المروج الأحمر، وبحسب الترتيب الكيميائي للمواد والنباتات فإنه من نوع من الفلافونويد يدعا "ايسو فلاون" وهو أقواها تأثيرًا، بيوكانين ألف يتحكم في تحويل التستوستيرون إلى DHT الإضافي في الأشخاص الذين يعانون من الصلع الهرموني الوراثي، وتسمى أيضا ثعلبة منشط الذكورة الوراثية.

لم يطرأ أي تغير كبير على ميزوثيرابي نانو ببتيد مع العلاج ميزوثيرابي المتوفرة في عيادة غاريث، التي تقوم على الحقن المجهري وفي هذه الطريقة فإنّها تحتوي على مزيج من الببتيدات، ولكل منها وظيفة خاصة فريدة من نوعها:

• دكتاببتيد حيث يحفز بصيلات الشعر لإنشاء بصيلات شعر قوية.
• اولجو ببتيد يحفز تكاثر الخلايا.
• استيل ببتيد ينشط بصيلات العشر عن طريق تجديد خلايا الشعر.
• تري ببتيد النحاس يحفز بصيلات الشعر لأنشاء خطوط شعر قوية وزيادة الدورة الدموية في فروة الرأس.

طريقة عمل الميزوثيرابي

يمكن أن تختلف طريقة الميزوثيرابي من مريض الى مريض آخر، ومع ذلك، تستغرق جلسة العلاج وفقًا لحجم ومكان منطقة العلاج حوالي 10 إلى 30 دقيقة.

هناك حاجة إلى حوالي 10 جلسات علاج على الأقل لتهيئة الظروف المناسبة لتنشيط نمو الشعر في فروة الرأس، وعادةً ما يشمل أول شهرين إلى ثلاثة أشهر من العلاج فترة من العناية المركزة حيث يتم إجراء العلاج كل أسبوعين، وبعد ذلك يمكن زيادة فترات جلسات العلاج مرة كل ثلاثة أشهر أو أقل من ذلك.

متى تبدأ تظهر النتائج

يُظهر لبعض المرضى نتائج إيجابية بعد أسابيع قليلة فقط من بدء العلاج، ومع ذلك، فإن معدل العلاج الفعّال يعتمد على شدة تساقط الشعر وكيفية استجابة المريض للعلاج، وعادة يجب أن يرى المرضى نتائج مهمة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من العلاج، لكن يلزم إجراء ما مجموعه حوالي 6 أشهر لمعرفة التأثير الكامل للعلاج على المريض.

تأثير الميزوثيرابي لاستعادة الشعر

وفقا للملاحظات والمشاهدات، فإنّ العلاج بالميزوثيرابي فعال كحبوب الفم وأحيانا أكثر فعالية منها في استعادة وتجديد الشعر، حيث أنّه في حبوب الفم يجب أولًا تمرير الأدوية عن طريق الفم ومن ثمّ عن طريق المعدة والأمعاء واستقلابها بواسطة الكبد ثم إطلاقها في مجرى الدم.

هذه العملية الهضمية تقلل إلى حد كبير كمية الدواء الذي تخترق أعضاء الجسم وتصل إلى مكانها المطلوب، وعلى النقيض من ذلك، فمع الميزوثيرابي يمكن تطبيق جرعة أصغر بكثير من الدواء مباشرة على المنطقة المصابة، والتي توجد بها بصيلات الشعر، ليتم جذبها وامتصاصها على الفور، حيث أظهرت تجربة سريرية أن الميزوثيرابي لتساقط الشعر لدى النساء اللائي يعانينّ من تساقط الشعر أكثر فعالية من قطرات المينوكسيديل.

يمكن لعلاج الميزوثيرابي أن يزيل الحاجة إلى زراعة الشعر، ولكن هنا، كما هو الحال مع أي علاج آخر، ومن أجل الحفاظ على النتائج، يحتاج المريض إلى إزالة المواد الضارة والسامة من نظامه الغذائي وأسلوب حياته، واتباع برنامج رياضي ليحافظ على صحته في أفضل مستوى ممكن.

الشعبية المتزايدة للميزوثيرابي

في إنجلترا علاج ميزوثيرابي من أشهر العلاجات لأن نتائجها الناجحة قد لوحظت على نطاق واسع بين الناس، حيث تحدث أندرو بيرس، الصحفي في جريدة الديلي ميل الإلكترونية، عن تجربته الناجحة مع العلاج واعترف بأن العلاج أنقذه بأعجوبة من نمط الصلع الوراثي.

ومع ذلك، ليس الرجال وحدهم هم الذين يُنصحون بطريقة العلاج هذه، السيدة أهانا كومرا، إحدى المرضى الذين عولجوا بهذه الطريقة، وهي ممثلة مسرحية وتلفزيونية، وقد صوّرت مقطع فيديو وشاركت به تجربتها الناجحة مع الناس للعلاج بالميزوثيرابي في مومباي.

آراء مختلفة حول ميزوثيرابي

إلى الأن لم يثبت أن الميزوثيرابي هو الطريقة الأكثر فعالية لاستعادة الشعر لجميع الناس، هناك أيضًا مرضى قالوا إنه على الرغم من خضوعهم لعدة جلسات، غير أنّ هذه الطريقة لم تؤثر على مشكلتهم، يزعم بعض الأطباء أيضًا أنه لا توجد أدلة سريرية كافية لإثبات أن الميزوثيرابي هو وسيلة موثوقة وفعالة لإصلاح تساقط الشعر والصلع، لأن تأثيره على المدى الطويل لم تتم دراسته وإثباته. هناك عدد من الشكوك والآراء المختلفة حول سلامة وتأثير ميزوثيرابي، والتي يمكنك التعرف على هذه التعليقات والآراء من خلال زيارة منتديات النقاش على الإنترنت.

الآثار الجانبية للميزوثيرابي

على الرغم من أن الميزوثيرابي غير مؤلم في الغالب، إلا أن بعض المرضى يعانون من بعض الألم والانزعاج بعد العلاج. الآثار الجانبية المحتملة بعد علاج الميزوثيرابي هي في الأساس نتيجة دخول الإبرة بالجلد. لذلك، قد يعاني بعض الأشخاص بعد علاج الميزوثيرابي من ألم أو تورم أو كدمات أو التهابات.

الميزوثيرابي بدون إبرة

بالإضافة إلى الشكل التقليدي للميزوثيرابي، غير أنّه في الوقت الحاضر قد تم اختراع شكل جديد يناسب الأشخاص الذين يكرهون الإبر، هذا النظام الجديد الذي يستخدم الموجات فوق الصوتية عالية التردد مع محاليل ميزوثيرابي تقليدية، هذه الطريقة غير هجومية وغير مؤلمة تماما لأولئك الذين لديهم حساسية للعلاج بالإبرة.

آلة الموجات فوق الصوتية تنقل المركبات النشطة إلى الجلد دون إبرة، استخدام هذا الجهاز أيضًا يجعل غشاء الخلايا نافذًا مؤقتًا، وذلك حتى تتمكن الخلايا من امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في المحلول.

مزج ميزوثيرابي مع العلاجات الأخرى

يستخدم الميزوثيرابي أيضًا كمساعد للعلاجات الموضعية أو التي تأخذ عن طريق الفم وذلك دون أيّة مضاعفات، وعلى سبيل المثال تم استخدام هذه الطريقة مع توكسين البوتولينوم، أو البوتوكس، لعلاج بعض حالات الصلع، وكانت النتيجة ناجحة للغاية.

ميزوثيرابي دهني

علاج ميزوثيرابي للدهون لعلاج السمنة في نواحي معينة مثلا في البطن، الذراع، الأرداف والفخذين والخصر، في علاج ميزوثيرابي الدهني، يتم استخدام مجموعة من الأدوية التي تقوم بالإضافة إلى زيادة الدورة الدموية في تلك المنطقة، تؤدي إلى مزيد من التمثيل الغذائي ويزيد من فقدان الدهون وإفرازها، في الميزوثيرابي الدهني، بدلًا من إزالة الدهون، يتم تحفيز عملية الأيض في الجسم ويبدأ الجسم في العمل بشكل طبيعي للقضاء على الدهون.

يستخدم الميزوثيرابي الدهني أيضًا في التخلص من السيلوليت في مناطق معينة من الجسم (وخاصة الورك والأرداف)، والسيلوليت هو توزيع غير مناسب للدهون من تحت الجلد التي تظهر من خلال بروز أو انخفاض في مناطق معينة من الجلد، والأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي غني بالدهون ونسب عالية من الكربوهيدرات، حيث تنمو الخلايا الدهنية بما يصل إلى ثلاثة أضعاف حجمها الطبيعي، ويمر النسيج الدهني من الأشرطة المحيطة بها، مما يبرز أنسجة الدهون الشحمية إلى الخارج، ومع اتباع نظام غذائي صحي، يمكن منع الزيادة في كمية الدهون تحت الجلد، ولكن أحد العوامل التي تؤثر على السيلوليت هو الجانب الوراثي، ففي بعض الأحيان فإنّ الأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي صعب ورعاية مناسبة واستخدام الأجهزة الرياضية التي تؤدي إلى حرق الدهون في الفخذين والوركين، غير أنّهم يبقون يعانون من هذه المشكلة، هذه المشكلة هي أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال، وهذه بسبب تأثير الهرمونات على دهون الجسم.

الميزوثيرابي للوجه

الميزوثيرابي للوجه ليس عملية جراحية تجميلية، هي طريقة تقريبًا علاجيّة، تتضمن إلى حد ما إضافة محاليل محددة من الأحماض الأمينية والفيتامينات في منتصف بشرة وجهكم. الميزوثيرابي هو علاج يستخدم على نطاق واسع للشفاء والعلاج للوجه بعد التئام الجروح، حيث يتضمن الميزوثيرابي للوجه تقنيات بسيطة للغاية وليست مؤلمة على الإطلاق لأن الإبر الدقيقة مملوء بالمحلول حيث توضع في الطبقة الوسطى من البشرة، وبهذه الطريقة نقوم بترميم التجاعيد عن طريق حقن الأدوية مثل حمض الهيالورونيك على الوجه والرقبة، الأمر الذي يسبب بزيادة شد جلد الوجه. وبحسب طبيعة كل شخص، ستُعتمد عدد ونوع جلسات الميزوثيرابي، حيث قد تتطلب لبعض الاشخاص من 8-10 جلسات، بينما تتطلب للبعض الآخر من 18_20 جلسة، فعندما يتم ترسب المحلول على طبقات الجلد، الأمر الذي يُذيب الدهون الموضعية مما يعطي مظهرًا مُشرقًا وصافي لبشرتك، يتم تقليل مستويات الدهون عن طريق تحلل خلايا الدهون الموجودة وإحراق خلايا الدهون المخزنة، وتتمُّ الجلسات أسبوعيًا أو مرتين في الشهر.